التربية على القيم

 

ما هي القيم ؟ و ما المنظومة القيمية ؟

القيمة لغة :
تشتق كلمة القيمة  من القيام، وهو نقيض الجلوس، والقيام بمعنى آخر هو العزم، كما جاء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح.
اما إصطلاحا :

 القيم هي مجموعة النظم و الاعراف و القواعد الحاكمة التي تحدد او تؤثر او توجه سلوك الإنسان.

- القيم هي التي توجه الانسان في اختيار البدائل والتفضيلات.

- عبد اللطيف محمد خليفة:( القيم هي انعكاس للاسلوب الذي يفكر به الاشخاص في ثقافة معينة، وفي فترة زمنية معينة، كما انها هي التي توجه سلوك الافراد، واحكامهم، واتجاهاتهم فيما يتصل بما هو مرغوب فيه او مرغوب عنه، من اشكال السلوك في ضوء ما يضعه المجتمع من قواعد ومعايير.

        واستنادا الى ما سبق يمكن تعريف القيم بانها: عبارة عن المعتقدات التي يحملها الفرد نحو الاشياء والمعاني واوجه النشاط المختلفة، والتي تعمل على توجيه رغباته واتجاهاته نحوها، وتحدد له السلوك المقبول والمرفوض والصواب والخطأ وتتصف بالثبات النسبي.

نسق القيم او منظومة القيم

 

ثبت من خلال نتائج الدراسات ان هناك مدرجا أو هرما تنتظم به القيم بشكل تراتبي حسب اهميتها للفرد، أو الجماعة. وبالتالي يتم الحديث عن نسق أو منظومة القيم.

منظومة القيم إذن هي البناء أو التنظيم الشامل لقيم الفرد وتمثل كل قيمة في هذا النسق عنصرا من عناصره، وتتفاعل هذه العناصر معا لتؤدي وظيفة معينة بالنسبة للفرد.

 

التربية على القيم بالمنظومة التربوية، واقع وتحديات

الواقع:

*دسـتور المملكـة الـذي ينـص فـي الكثيـر مـن فصولـه علـى مقتضيـات تهـم ترسـيخ ثوابـت الأمـة ومنظومتهــا القيميــة؛

  ب. الميثــاق الوطنــي للتربيــة والتكويــن الــذي نــص علــى مجموعــة مــن المبــادئ التــي توجــه نظــام التربيـة والتكويـن، تتعلـق فـي مجملهـا بقيـم العقيـدة الإسـلامية والمواطنـة المتسـمة بالاعتدال والتســامح، وحــب المعرفــة والإبــداع، وروح المبــادرة الإيجابيــة، وأطــر العمليــة التربويــة ضمــن نســق مــن الحقــوق والواجبــات، التــي تهــم الأفــراد والجماعــات والمؤسســات؛

ج. إدمـاج متـدرج للتربيـة الوطنيـة وللتربيـة علـى حقـوق الإنسـان، والتربيـة علـى المواطنـة، وثقافـة المســاواة بيــن الرجــال والنســاء، وقيــم التســامح، والتربيــة علــى احتــرام البيئــة، وإدمــاج مبــادئ مدونــة الأســرة، فــي المقــررات والمضاميــن الدراســية، وبرامــج التكويــن الأســاس والمســتمر للفاعليــن، فــي ارتبــاط بالرصيــد التشــريعي والاجتماعــي المحــرز فــي مياديــن اجتماعيــة عــدة؛

التحديات:

التحـدي الأول: يتعلـق بمـدى قـدرة المنظومـة التربويـة علـى المسـاهمة الفعليـة فـي تنميـة وتأهيـل الرأسـمال البشـري، اعتبـارا لكـون التربيـة والتعليـم والتكويـن ومنظومـة المعرفـة واللغـات تمثـل إحـدى لقـدرات الأساسـية الفاعلـة فـي تطويـر وتحسـين الإمـكان البشـري، لا سـيما علـى مسـتوى الكفايـات والقـدرات القيميـة والمهـارات السـلوكية ذات الصلـة.
التحـدي الثانـي: يتعلـق بمـدى قـدرة المنظومـة التربويـة علـى بلـورة وتطويـر نمـوذج مرجعـي منسـجم للتربيـة علـى القيـم يتكامـل مـع باقـي الوظائـف المدرسـية الأخـرى فـي التعليـم والتعلـم، والتكويـن والتأطيـر، والبحـث، إلـخ
التحـدي الثالـث: يتعلـق بضـرورة العمـل علـى تكويـن جيد للفاعليـن(ات)  التربويين(ات،) علـى اختلافهم، خصوصــا فــي مجــال التربيــة علــى القيــم، لا ســيما وأن المنظومــة القيميــة المدرســية لا تســتهدف المتعلميـن والمتعلمـات وحدهـم، بـل الفاعـل(ة) التربوي(ة) ايضا.
 التحــدي الرابــع: يخــص عمــل المنظومــة التربويــة علــى تطويــر شــراكاتها المؤسســاتية مــع المحيــط، وقدرتهــا علــى الاســتثمار الجيــد لإمكاناتــه المعرفيــة والاجتماعيــة والثقافيــة والماديــة

آفاق التطوير والتغيير

 

المبادئ الموجهة :
 أ. نجـاح التربيـة علـى القيـم رهيـن بضـرورة ترسـيخ منظومـة قيميـة، تنسـجم مـع الخيـارات الأساسـية للأمـة المعبـر عنهـا فـي دسـتور المملكـة، وتُـوازن بيـن الحقـوق والواجبـات، وتجـد تجسـيدها فـي الممارسـات والسـلوكات؛

 ب. التربيــة علــى القيــم مســؤولية مشــتركة بيــن المدرســة وبيــن باقــي الفاعليــن الاجتماعييــن والمدنييــن والمؤسســاتيين، قائمــة علــى تكامــل الأدوار، والاســتدامة، وتقييــم الأثــر؛
ج. التربيــة علــى القيــم وظيفــة أفقيــة للمدرســة، ومقــوم مــن مقومــات جودتهــا، لكونهــا تشــمل مختلــف الأطــوار والأســلاك التعليميــة والتكوينيــة، وتســتدعي اندمــاج مكونــات هــذه القيــم الثقافيــة والفكريــة والدينيــة والتاريخيــة والجماليــة، وتكامــل مقارباتهــا المنهاجيــة؛
 د. التنظيــم المؤسســاتي لبنيــات العمــل التربــوي داخــل المدرســة وبيئــة التعليــم والتعلــم عامــلٌ محــوري فــي نجــاح التربيــة علــى القيــم، وأكثــر نجاعــة مــن الخطابــات النظريــة العامــة